استضافة إدارة التنمية الاسرية أ/ هند العيناتي لتقديم دورة في ملتقى "وليس الذكر كالأنثى" وذلك يوم الثلاثاء الموافق 14 مارس 2023 في تمام الساعة 9.30 صباحاً في مسرح إدارة التنمية الأسرية، وذلك لهدف شرح الفروقات الجسدية والفكرية والنفسية والدينية بين الذكر والأنثى.
وقد ألقت الاستاذة مقدمة عن فكرة الدورة والهدف منها، وأكدت على ضرورة إدراك أن دور المرأة والرجل تكاملي وليس تنافسي وعلينا غرس تلك الفكرة في عقولنا، فالمرأة هي النصف الثاني للمجتمع.
كانت الجلسة حوارية دارها مجموعة من المرشدات الدينيات مع الأستاذة.
وقد نوهت الأستاذة أن الإسلام لا يدعو للمساواة وإنما يدعو للعدل بين الرجل والمرأة، وقد وضحت ذلك في سورة آل عمران في آية "وليس الذكر كالأنثى".وفي الختام أكدت الأستاذة هند العيناتي على معاني مهمة جدا.
أن الإسلام دين عدل وليس دين مساواه بين الرجل والانثى.
يخطئ بعض الكتّاب والمؤلفين والمتحدثين عندما يصفون الإسلام بأنه (دين المساواة) هكذا بإطلاق، ويعدون هذا الوصف منقبة له إذ ساوى بين الناس جميعًا – كما يزعمون –
وقد فعل هذا العصريون للأسف! عندما واجهتهم النصوص الشرعية التي تمايز بين من سبق، فأخذوا يتكلفون طريقة التخلص منها! إما بردها، أو التغافل عنها، أو تأويلها..
وكذلك فعلوا في أحكام الرجل وأحكام المرأة إذ ساووا بينهما ، معتقدين أنهم بهذه الطريقة ينصرون المرأة المسلمة، محمليها ما لم يُحمّلها الله .
واعلم هؤلاء أن المساواة المطلقة لا وجود لها إلا في أذهانهم ، وأنها مخالفة ومعاندة لقضاء الله الشرعي والقدري .
وبعد فإن الدارس للفروق آنفةَ الذِكْرِ بين الرجل والمرأة يجد أن تلك الفروق راجعةٌ لأسبابٍ معينةٍ افتضاها العدل بين الجنسين، وأن المساواة بينهما في مثل هذه الحالات من التفريق تؤدي إلى الظلم. وكما هو معلومٌ أن المساواة في كثيرٍ من الأحيان تؤدي إلى الظلم، وأن العدل كثيرًا ما يقتضي التفرقة والتفريق بإعطاء كلَّ ذِي حقٍ حقَّه، وتكليف كل مُكَلَّفٍ بما يناسب قدراته ويتناسب مع طبيعته. ولذا فإن كل مساواةٍ يقتضينها العدل وتفتضيها الفطرة حققها الإسلام فعلاً بين الجنسين كالمساواة في الكرامة الإنسانية وفي أصل التكليف وفي الثواب والعقاب. أما التكاليف الشرعية فقد سَوَّى الإسلام بين الرجل والمرأة في كل ما من شأنه ألا يُلْحِق ظلمًا بأحدهما بتحميله فوق طاقته. أو بتكليفه بما لا يتناسب مع طبيعته الذَّكَرِية أو الأُنثوية؛ كإعفاء المرأة من الجهاد، والاختلاف في اللباس نظرًا لاختلاف أجساد الجنسين. وإن الفاحص لكثيرٍ من الفروق بين الجنسين في التكاليف يجد أنها من باب التنوع والاختصاص في المهام والوظائف، فهما يكملان بعضهما بعضاً والمجتمع بحاجةٍ لكِليهما، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «النساء شقائقُ الرجال.